الثورات العربية خطفت إمام المقاومة ولا زالت.
د.نسيب حطيط
بعد إنتصار ثورة الفاتح اختطف القذافي ضيوفه ، الإمام الصدر والشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين ، أعتقل صدام حسين بعد إنقلابه على البكر العام 1979 السيد محمد باقر الصدر وشقيقته بنت الهدى وأعدمهما في نيسان عام 1980، وبعد بدء ما يسمى الثورة السورية اختطف الزوار اللبنانيون ظلما وعدوانا وأستعملوا كرهائن للضغط على المقاومة في لبنان لمبادلتهم بمعتقلين سوريين في لبنان و سوريا،ويهدد التكفيريون وما يسمى الجيش الحر بأنهم سيزحفون للقضاء على المقاومة وأهلها بدل الزحف لتحرير فلسطين!
لقد ظلم الإمام الصدر ورفيقيه عندما خطفوا،و عندما تركناهم في براثن القذافي وإكتفينا بالمناشدة والرجاء حرصا على مصالح لبنان المتمثلة بتصدير التفاح وعلاقاتنا العربية الدولية!
أعلن السنوسي أن القذافي أعدم الإمام الصدر بأيد فلسطينية بعد عامين أو ثلاثة من إختطافه،ليقول أن المجرم فلسطيني الجنسية ليزيدمن التعبئة المذهبية ويحرض الشيعة عليهم ،ليتحركوا للثأر من خصمهم الفلسطيني ليتكامل مع هجوم صحيفة خليجية على حركة امل والرئيس بري واتهامه بمعارك المخيمات .
قبيل الجلسة القضائية في لبنان يعلن السنوسي إعدام وإستشهاد الإمام الصدر،ليفتح الباب أمام القضاء للإعلان بأن القاتل والمقتول غير موجودين وبالتالي إنتهاء القضية دون محاسبة لأحد...
ويساعدهم في ذلك أن الدولة اللبنانية والمعنيين في لبنان من ذوي القربى لم يتوصلوا حتى الآن لمعرفة كامل هوية عبد السلام جلودوبقية المتهمين لا قبل القذافي ولا بعده، مع أن مكان اقامتهم معروف خارج ليبيا !
لقد تركنا عائلة الإمام الصدر وعائلتي الشيخ يعقوب والأستاذ بدر الدين وحيدين يلاحقون تفاصيل القضية ،فتحولوا إلى جهاز أمن ومعلومات وهيئة قضائية وإعلامية وكل ما تحتاجه القضية وهذا أكبر من طاقتهم وإمكانياتهم، وكأن الإمام الصدر خطف لأجل عائلة وليس من أجل قضية!
تركناالمخطوفين وحيدين وتركنا عائلاتهم ، تماما كما فعل أهل العراق مع الإمام الحسين(ع) وأهله ،لقد طالبوه بالمجيء وتركوه وحيدا في كربلاء إلا من عائلته وبعض أنصاره.
ودعا السيد عبد الحسين شرف الدين الإمام الصدر إلى لبنان لإنقاذنا من الحرمان والذل... وتركناه وحيدا مخطوفا سجينا لا نعلم عنه شيئا!
في23أذار ستعقد الجلسة القضائبة في لبنان،والمدعى عليهم إما متوفون أو لا نعرف هويتهم أو فماذا سيكون الحكم المتأخر بعد33عاما؟هل يذهب الملف للحفظ،؟
هل تؤجل الجلسة لعدم تبليغ المدعى عليهم؟ماذا أنجز بين الجلستين السابقة والقادمة؟
عائلة الإمام الصدر تحتفظ بعتبها وغضبها وحزنها في قلبها،ولا تخرجه حرصا على القضية وللقيم التي علمها إياها الإمام الصدر... فهل نستفيد من صمتها وأدبها لنقتل القضية ؟ ونستمر في تقصيرنا طالما أنها صامتة ولا تزعج أحد بنقدها وعتبها ...أم نستيقظ لتعويض ما خسرنا من وقت و نعمل ما علينا ليس من أجل الإمام الصدر فهو في غنى عن عواطفنا وكلماتنا ،لكن من أجلنا نحن حتى لا نبدو قليلي الوفاء لقائد أخذ بيدنا من ظلمات قهرنا وهيأ لنا المركب السياسي والتنظيمي ليصبح لنا وزراء ونواب وشراكة في السلطة.
فليفكر كل شيعي بأن الإمام الصدر وكل الشهداء والجرحى شركاء في وظيفته و لقبه وثروته ..ويكون وفيا ،ولايتهرب كبعض المحامين الشيعة الذين خافوا الدفاع عن قضية الإمام !
نحن نعتبر أن الإمام الصدر ورفيقيه لازالوا أحياء حتى يثبت بالدليل والقناعة والإثباتات عكس ذلك ونعتبر كل الإعترافات والتسريبات إمعانا في الجريمة لتغطية المسؤولين والمشاركين والمحرضين.
فليعلن يوم31آب يوما للمخطوف اللبناني تكريما للإمام الصدر ورفيقيه وكل المفقودين والمخطوفين في لبنان.
الإمام الصدر قضية وطنية عربية إسلامية إنسانية،ليست للمقايضة بالتعويضات المالية أو المناصب السياسية،والتقصير فيها وصمة عار في التاريخ الشيعي واللبناني...كلنا مسؤولون ومقصرون وكلنا متهمون إن لم نبادر!